في صبيحة اليوم ال1238 على بدء ثورة الكرامة

خلص الكلام
يقتلون شبابنا بشكلٍ يومي ولا يرف لهم جفن!
نظام القتل بدم بارد يفتك بالبلد ويضع الكثيرين أمام حائط مسدود، فتتالى وقائع القتل الذي يسمونه زوراً "إنتحار"! 4 رجال إسودت الدنيا في وجههم، حاصرهم اليأس وفي لحظة تخلي إستسلموا لمخطط نحرهم، وهو جزء لا يتجزأ من مخطط نحر البلد!
تذكروا أسماءهم : علي مشهور أبو حمدان "إنتحر" قبل أيام في تعلبايا! موسى الشامي في جرجوع. حسين مروة في الزرارية. محمد إبراهيم في الوردانية. كلهم ضحايا أخطر خطة ظلٍ ينفذها التحالف المافياوي الذي قرر عدم الإعتراف بالخسائر التي نجمت عن نهب البلد وأهله وقرروا تحميلها للبنانيين.
النتيجة يعرفها الجميع فعندما بددوا قرابة ال40 مليار دولار بعد ثورة "17 تشرين" دفعوا الدولار صعوداً ومع الأرقام الفلكية 70 ألفاً و80 و90 طالت الخسائر اللبنانيين جميعاً ودمروا، عن سابق تصورٍ وتصميم قدرة الناس على الصمود! وعندما فرضوا "الليلرة" وأرغموا المودع على السحب بسعر صرف 3900 ليرة ثم 8000 ثم 15000 نجحوا في رمي وزر الخسائر على صغار المودعين أكثر من غيرهم الذين خضعوا إلى "هيركات" وصل إلى 83%، وتمكنوا خلال 3 سنوات ونصف من تذويب أكثر من 40 مليار دولار من الودائع في عملية تبادل خدمات ضمن أطراف التحالف المافياوي السياسي البنكي الميليشياوي!
قالت إحصاءات أولية أن نحو من 14% من اللبنانيين يبتاعون لوازمهم بالدولار، فيما 86% من زبائن السوبرماركات والمحال التجارية الأخرى يسددون بالليرة ثمن السلع، ما يعني أن المواطن الذي دخله بالليرة مرغم على إبتياع المنقوشة وربطة الخبز على سعر صرفٍ يقرره التاجر ويحقق من ورائه الربح الإضافي!
بصراحة متناهية ربط قرار الدولرة لقمة الفقير( وأكثرية اللبنانيين باتوا فقراء) بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، ومنحت المؤسسات إمكانية التلاعب اليومي بسعر الصرف دون حسيب أو رقيب!
النتائج الكارثية ستظهر تباعاً، والحاصل وجه من وجوه "خطة الظل" التي إعتمدتها السلطة من نحو 3 سنوات ونيف، وهدفها تحميل المسروقين وزر المنهبة التي نفذها لصوص متسلطين على رقاب الناس!
من 3 سنوات لم تتوقف عملية طبع الليرة بأرقام فلكية لتسديد النفقات، ما أفضى إلى تضخم مخيف، فاتسع حجم الإنهيار، واستخدموا المتبقي من الودائع بلا حدود، وفرضوا على المواطن العادي دفع الثمن! في السياق عندما فرضوا هيركات على الودائع بلغ 83%، بات دولار المودع لا يساوي إلاّ 17 سنت!
في "خطة الظل" يستمر التمادي في فرض الأعباء التي تستهدف المواطن ويتم قصداً تجنب الثروات وأصحاب الرساميل الكبيرة، ما يعني الإمعان في إفقار المواطن العادي وإضعافه ومراكمة ثروات الناهبين!
في "خطة الظل" يضغطون لفرض قانونهم في تغطية الجرائم: عفى الله عما مضى! وخطتهم هنا معروفة ومفضوحة وهي تحت شعار "الودائع مقدسة" يقاومون أي إتجاه للتدقيق بحسابات المصارف وحسابات كبار المودعين، ومن أين لهم هذا وكيف راكموا هذه الأموال؟!

وبعد، يقولون إن الأولوية هي لإنتخاب رئيس للجمهورية. لو كانت الآليات الدستورية مطبقة ومحترمة لكان لبنان في وضعٍ آخر! لكن من حزب الله وفريقه الساعي لترئيس سليمان فرنجية للمضي بعيداً في سياسات الدمار والإفقار والإقتلاع التي كان عهد جهنم الآفل عنوانها، إلى الفريق السيادي "أ لا كارت" يلتقون جميعاً على إدارة الظهر للموجوعين، لأن أي إلتفات للوجع سيمس بالمصالح الخاصة لأطراف نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، مع التفاوت بالمسؤولية بين الفريقين! ورغم كل علامات الإستفهام حول ما يطرح من مواقف من جانب كل المواقع الدينية، فقد أصاب البطريرك الماروني أمس عندما قال في عظته: "لا أحد من السياسيين والأحزاب أو الكتل النيابية، يقدم مشروعاً واحداً جدياً لإنهاض لبنان من إنهياره الكامل. فإن تكلم بعضهم فاهوا بالكيدية والحقد والذهنية الميليشياوية وبث سم التفرقة والإنقسامات"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح