في صبيحة اليوم ال1247 على بدء ثورة الكرامة
الإنهيار المريع في سعر صرف الليرة وتجاوز الدولار سقف ال100 ألف، ولا سقف لإرتفاعه المتواصل، أمر معبر عن المدى الذي بلغه إجرام التحالف المافياوي المتسلط على رقاب اللبنانيين مستنداً إلى تغول الدويلة، التي يقود حزبها أخطر تحالف ناهب من متسلطين على الطوائف وأثرياء الحرب على اللبنانيين والإثراء غير المشروع!
إنه تحالف الدمار يضم كارتلات سياسية وميليشياوية ومصرفية، إلى رموز الإحتكار الذين يجمع بينهم جميعاً إنحطاط أخلاقي، وإنعدام الصلاحية الوطنية، فارتهنوا البلد وأخذوا اللبنانيين رهائن، ولم يتورعوا فيمعنون بالنهج إياه الذي أرسل لبنان وكل المواطنين إلى الجحيم، والدليل إصرارهم على نماذج بعينها لرئاسة الجمهورية التي حولوها إلى واجهة وغطاء لإختطاف الدولة ونحر الدستور!
المشهد المالي كئيب، مخيف ومرعب، مع الإستمرار بطبع الليرة التي لم تعد تساوي الحبر المستخدم ناهيك عن الورق! والمنحى الموكل إلى الفاسد رياض سلامة سيرفع صرف الدولار إلى أكثر من 130 ألفاً قبل نهاية الشهر الجاري، بعدما سقطت بدعة منصة "صيرفة" التي ما وُجِدت أصلاً إلاّ للمضي بتمويل المحظوظين من البقية الباقية من الودائع! ومع الإرتفاع المستمر بسعر "صيرفة"، وآخر أسعارها إرتفاعها إلى 78 ألف ليرة، يعني مزيد من طبع الليرات ومزيد من التضخم ومزيد من عجز على قدرة المواطنين على تأمين ما يعادل وجبتين فقط في اليوم، ومزيد من العجز عن القدرة على دفع الرسوم والضرائب ولا سيما مع الفجور في تسعير الكهرباء، غير الموجودة، والهاتف الخليوي والإنترنت وسوى ذلك!
أمام هذا المشهد المدمر تُجمع آراء الإقتصاديين أنه متعذر كبح الإنهيار في قيمة النقد الوطني والذي فاقمه الرعونة في تسعير السلع بالدولار. وما دام المشهد السياسي على المنوال إياه فإن الطغمة ممعنة بدفع البلد نحو الجحيم السابع! وعلى سبيل المثال ماذا يقدم عنوان سليمان فرنجية من مؤشرات للإنقاذ، فهل بتعميم صالات "البينغو" مثلاً يكون النهوض؟ وماذا يقدم ميشال معوض ومن مثله للإنقاذ، وفضله كبير في "لجنة تقصي الحقائق" التي جوّفت خطة "لازار"، ورسمت مخطط تحميل المسروقين في البلد وزر الجريمة التي أرتكبها السارقين الذين سطوا على المال العام والخاص؟
في السياق، الشغور الرئاسي مستمر ومثله الفراغ في السلطة الإجرائية والبلد يتجه إلى فراغ في العمل البلدي، إذ أن الإتجاه يؤكد موافقة "معارضة" النظام و"موالاته" على تأجيل هذه الإنمتخابات دون الإعلان عنها! وفي السياق إستمرت حفلة الترويج لترشيح سليمان فرنجية رئيساً ونواف سلام لرئاسة الحكومة، وجديد الحملة ما ينسب إلى أوساط مقربة من الرئاسة الفرنسية أنها تسعى لترويج هذا المسعى لدى الرياض ولدى واشنطن، وفي بيروت يعمل على هذا المنحى فريق "موالاة" حزب الله..وفي معلومات صحفية أن بري طلب من ميقاتي أن يروج لفرنجية لدى دوائر الفاتيكان للمرشح فرنجية، وهو الذي تم ترشيحه باسم الثنائي المذهبي حزب الله وحركة أمل، وحتى اللحظة متردد رئيس المردة بإعلان ترشحه!
وقبل نحو الساعة من الموعد المحدد لرياض سلامة للمثول أمام المحقق شربل أبوسمرا في حضور القاضية الفرنسية "أود بوروزي"، لا تأكيدات بعد بأن رياض سيمثل، خصوصاً وأنه حتى اللحظة لا إدعاء رسمي ضده وليس موقوفاً. علما أنه يدرك أن الحمايات التي تنعم بها تتراجع والإحتضان له يتضاءل، ويعرف أنه مع الوقت أصبح وحيداً، فمن خدمهم وخدم مصالحهم ومعهم كوّن الثروات الناجمة عن تبيض الأموال والسطو، يديرون له الظهر! فيسعى لكسب الوقت في حين أن هناك نحو 100 سؤال وضعتهم القاضية الفرنسية أمام أبوسمرا لطرحهم على فاسد المركزي، وقد تأكد أن القضاء الفرنسي يتجه إلى الإدعاء سريعاً على سلامة بجرم تبيض الأموال على الأراضي الفرنسية، والبعض يرجح أن تدعي القاضية الفرنسية من بيروت على سلامة فور الإستماع إليه. الساعات القليلة الآتية تظهر كل المشهد.
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن
الكاتب والصحافي حنا صالح