في صبيحة اليوم ال1276 على بدء ثورة الكرامة

اليوم 13 نيسان!
حربنا تتناسل منذ 13 نيسان ال1975!
أحبة سحقوا وأعمار قصفت وسنواتنا سرقت منا!
لم نتعلم ولم يعتذر أحد..فقط قراءات جزئية إعترفت لتبرئة الذمة وعادت لتسقط في التبرير!
الولاءات كانت عمياء لفاسدين وقتلة ولصوص..والأجمل بيننا قتلوا ونادراً ما تذكرنا وٌنكرر المقتلة من أجل بيك أو زعيم أو معمم أو متسلق وما أكثرهم!
كانت البداية، يوم أقر المجلس النيابي إتفاق القاهرة في العام 1969! إتفاق التخلي عن السيادة (وعن الدولة وعن مواطنينا) الذي لم يعارضه إلاّ ريمون إده.. ودفعوا متضامنين البلد إلى الجحيم لتطحن الحرب حياة 150 ألفاً! وتحدث أكبر تغيير ديموغرافيا وتهجر ثلث اللبنانيين!
نتفق على موعد البداية الفعلية للحرب الأهلية، لكن السلم لم يستعاد في فترة "السلم الأهلي"(..)، مع إستمرار ولاءات عمياء وصلت حد التبرير لفاجرين ناهبين ينفذون أكبر إبادة جماعية ضد اللبنانيين، ويتم إعادة إنتخابهم للبرلمان، بما في ذلك إنتخاب مدعى عليهم بجناية القصد الإحتمالي بالقتل في جريمة العصر!
فقط في "17 تشرين"، أظهر الناس قدرة كبيرة على طي صفحة الحرب الأهلية، وتحقيق أول وأعمق مصالحة بين لبنانيين وحّدهم الوجع والعوز والمذلة، فاستهدفوا بالقمع والتشويه والتشكيك ومحاولات تركيب واجهات تحرف أعمق وأنقى ثورة عرفها لبنان عن مسارها وأهدافها!
بعد مسارٍ إستغرق حتى اليوم 48 سنة، عرف البلد خلالها 9 رؤساء جمهورية و8 برلمانات، ومنذ 31 سنة لم تعرف الأجيال الجديدة إلاّ نبيه بري رئيساً لمجلس النواب! نفتح مزدوجين للقول أن هذه المجالس التي رأسها بري، قادت عمليات قوننة الفساد وتجويف المؤسسات مع إحلال الفتاوى والبدع مكان الدستور، وصولاً لجعل البرلمان منطلقاً للدفاع عن الفارين من وجه العدالة في جريمة تفجير المرفأ وبيروت!
لكن في السادس من الجاري كان الجنوب وكل لبنان مسرحاً لأمرٍ بالغ الخطورة، عندما دفعت طهران بالوضع اللبناني إلى حافة الهاوية، مع التفجير الصاروخي الإستعراضي الذي رعاه حزب الله وأوكل التنفيذ إلى حماس، بما أعاد إلى الأذهان شيء من "إتفاق قاهرة" جديد، ومن مشروع "حماس لاند" جديد مع كل مخاطره على البلد الذي دفع به التسلط المافياوي السياسي والمصرفي والميليشياوي إلى الجحيم!
والبلد في عين العاصفة، بدا برلمان العام 2022 نسخة عن برلمان العام 1969، لكنه إفتقد إلى الصوت الذي مثله آنذاك ريمون إده! "سياديون" و"مستقلون" و"وسطيون" و"تغيريون" وو.. إلتقوا جميعاً في جلسة اللجان المشتركة يوم أمس الأربعاء، ليمرروا حدث الجنوب وكأنه لم يكن، وفي ظنِّ بعضهم أن تغريدة على "تويتر" تكفي المؤمنين شر القتال! إنصرفوا كلهم إلى تسجيل النقاط البلدية، في إنفصال خطير عن الواقع وفي التعامي المروع عما يُحضر للبلد من خطر داهم عوانه "ترابط الساحات"، لكن من أجل ماذا ومن أجل أي هدف خبرونا..كانت مناسبة مهمة لفتح معركة نيابية لمواجهة الفجور في تحميل البلد وأهله أوزار لا طاقة لهم بها، لكنهم وبأسى تشاركوا كلهم في الفيلم المرسوم من جانب الثنائي المذهبي، حزب الله وحركة أمل، والجهات التنفيذية التابعة في التيار العوني وفي السراي مع حكومة الثورة المضادة.. والحصيلة طارت الإنتخابات المحلية وبرزت الشراكة بين الجميع على تغطية الحدث الجنوبي!
تلتقي مصالح "معارضة" النظام مع "موالاته" على اللادولة! لكن ألم يحن الأوان لأن يوقف بعض التغييرين حفلة عد الأصوات التي ستقترع للرئيس "الإصلاحي" والسيادي" و"الإنقاذي"؟ هزلت!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

الكاتب والصحافي حنا صالح